صل يا ذا العلا لربك وانحر
قيل بأن عضد الدولة أتاه خبر بأن هناك مؤامرة من أجل قتله و الإستيلاء على الحكم من بعده وأن المتآمرون من أقاربه، قد جمعو جيشا لفعل ذلك فأمر بالتحري عن حقيقة الخبر و لما تبين له صدق الأمر و جديته أمر بالقبض على رؤوس الفتنة أحياء و سجنهم و ترأس بنفسه جيشه و قام بقتل كل الثوار و إستئصال المشكلة من جدورها.
و لما جاء عيد الأضحى أخرج السجناء وقام بدبحهم جميعا و فصل رؤوسهم من أجسادهم و علق كل رأس في رمح و ثبت الرماح في قاعة ملكه في منظر مهيب جدا وأمر الحرس بإدخال الشعراء و كان من بينهم المتنبي و لكن اليوم كان يوم ابو بكر الصولي فقد أعد قصيدة لمدح عضد الدولة لكنه عندما دخل و رأى المنظر المشهود قال مرتجلا هذه الأبيات الرائعة المشحونة بالقوة و الدموية:
صل يا ذا العلا لربك وانحر ... كل ضد وشانئ لك أبتر
أنت أعلى من أن تكون أضاحيك ... قروماً من الجمال تعفر
بل قروماً من الملوك ذوي السودد ... تيجانها أمامك تنثر
كلما خر ساجداً لك رأس ... منهم، قال سيفك: الله أكبر
أنت أعلى من أن تكون أضاحيك ... قروماً من الجمال تعفر
بل قروماً من الملوك ذوي السودد ... تيجانها أمامك تنثر
كلما خر ساجداً لك رأس ... منهم، قال سيفك: الله أكبر